فى يدى اليسرى كتاب لا تظنوا أن فى اليمنى قلم أنا ليس لى يمن

جولة فى ذاكرة طفل مسلم
فى يدى اليسرى كتاب
لا تظنوا أن فى اليمنى قلم
أنا ليس لى يمنى يد
كلا ولا يسرى قدم
فصلتها عن بقايا جسدى
غارات أعداء القيم
كان لى بيت جميل فى يافا وكانت لى حقيبة
كنت أستقبل فجرى ضاحكا أغشى دروبه
تصنع الإفطار لى أمى الحبيبة
كنت والآن تولانى الفجر...والأمس فى خاطرى..نار تلظى وشرر
أين أهلى؟أين أخوانى الصغار
واحدا منهم رآه الصبح مقتولا على أنقاض دار
وأخا ثانيارآه الليل فى أشراف نار
ثالث الإخوة طار
رابع الإخوة أخفاه الغبار
خامس بل عاشرر بل ألف طفل..اشربوا كأس الدمار
أنا لا أذكر من أين أتتنا الكارثة
كل ما أذكره أننا صحونا خائفين
ما الذى يجرى هنا، ما سر هذى الجلجلة
وثارت قنبلة
وصارت مقتلة
وبدءنا الهرولة
ما الذى يجرى هنا؟
واهتز رشاش وأعطانا الخبر
ها هنا الموت لكم أين المفر
أيها القاتل مهلا نحن أطفال صغار
قهقه الإسرائيلى فى غيظ وثار
أيها القاتل مهلا وتمطى واستدار
وفررنا..آه لو يجدى الفرار
أين أمى؟ لا جواب
أين أختى ؟ لا جواب
أين أخوتى؟ أبى؟ أين الصحاب؟
أين دارى؟ لا جواب
كل ما أذكره أننا نزحنا هاربين وغدونا لاجئين
ورأينا شاشة التلفاز تروى قصة الجرح الدفين
الناس يبكون علينا.. يحزنون
ثم ينسون ما يجرى لنا.. ينشغلون
فى يدى اليسرى قلم
أعطنى الفرصة أكتب شيئا يا طبيب
ربما أرسم وجها للصليب
ربما أكتب ما يحيى موات المسلمين
ربما أخرج من ثنايا الصمت
خيول الفاتحين